بين المرايا المحدبة والرؤى المحدبة مسافة شعرية في التسمية، ومفارقة تشكيلية في بناء المشهد الريفي أو المديني، الخاضع للّعبة التي ابتكرتها الفنانة هناء عبد الخالق، (في معرضها “رؤى محدبة” الذي إقامته في “غاليري إكزود”، الأشرفية، بيروت)
مجرد التفكير في هذا الموضوع يعتبر خوضاً في هدف مهم هو تقريب الفن من الحياة المعاصرة، حيث أننا نستخدم المرايا في كثير من شؤون حياتنا اليومية، لا سيما أننا نرى المحدبة منها في السيارات ومواقفها ومفترقات الطرق… فتجعلنا نرى الأشكال بزوايا منفرجة، كما تجعل المشهد يتحرك كلما ضاقت المسافة بيننا وبين المرآة أو اتسعت. لا تأخذنا الفنانة بالطبع إلى مسألة علمية، إنما تتكئ على واقع علمي، لتؤكد لنا من خلاله مفارقات الحياة التي نعيشها، بين الواقع وظله، فمرة نجدها تضمر الواقع وتظهر ظله، ومرة ثانية يطغى الواقع على ظله، وثالثة تنقسم اللوحة بين الحقيقة والوهم من غير تساوٍ.